تليجرام: اسطورة عالم التواصل

صورة هاتف متصل بالأقمار الصناعية متصل بالإنترنت في منطقة نائية

هل تتخيل يا عزيزي القارئ أنك سوف تتمكن من الاتصال بالعالم من خلال هاتفك الذكي دون الحاجة إلى شبكة خلوية أو واي فاي؟ هل تتمنى أن تحصل على خدمة انترنت سريعة وموثوقة في أي مكان وزمان؟ هل ترغب في الحصول على مساعدة فورية في حالة وقوع أي طارئ؟ إذا كانت إجابتك نعم، فربما تكون مهتماً بمعرفة المزيد عن الاتصال الساتلي، وهو نوع من الاتصالات اللاسلكية التي تستخدم الأقمار الصناعية لنقل البيانات بين الأجهزة. في هذه المقالة، سنتعرف على خطة جوجل لإتاحة الاتصال الساتلي لنظام أندرويد، وما هي البيانات التي ستتشارك خلال الطوارئ عبر هذا النوع من الاتصال، وما هي الأهداف والتحديات التي تواجه جوجل في هذا المشروع المبتكر.

مقدمة

الاتصال الساتلي هو عبارة عن تقنية تسمح بإرسال واستقبال البيانات بين الأجهزة عن طريق الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض. هذه الأقمار الصناعية تعمل كمحطات إرسال واستقبال تربط بين الهاتف الذكي والشبكة الأرضية. بالمقارنة مع الاتصال الأرضي، الذي يعتمد على الأبراج والكابلات والألياف البصرية، فإن الاتصال الساتلي يوفر مزايا عديدة، منها:

• الوصول إلى مناطق نائية أو صعبة الوصول، حيث لا تتوفر الشبكات الأرضية أو تكون ضعيفة أو متقطعة.
• الاستقلالية عن البنية التحتية الأرضية، التي قد تتعرض للتلف أو الاختراق أو الازدحام أو الانقطاع في حالات الكوارث الطبيعية أو الصراعات العسكرية أو الهجمات الإلكترونية.
• السرعة والجودة والثبات في نقل البيانات، حيث تستخدم الأقمار الصناعية ترددات عالية تسمح بإرسال واستقبال كميات كبيرة من البيانات بسرعة ودقة ووضوح.

الاتصال الساتلي له استخدامات متعددة ومهمة في مجالات مختلفة، مثل الاتصالات والتعليم والصحة والأمن والبيئة. فمثلاً، يمكن للاتصال الساتلي أن يساعد في:

• توفير خدمات الاتصال والانترنت للمناطق الريفية أو الجبلية أو الجزرية أو القطبية، حيث يصعب وصول الشبكات الأرضية إليها.
• تحسين جودة التعليم عن بعد، بتوفير اتصال سريع ومستقر ومنخفض التكلفة للمدارس والجامعات والمراكز التعليمية في أي مكان في العالم.
• تحسين جودة الرعاية الصحية، بتوفير اتصال آمن وموثوق للمستشفيات والعيادات والمراكز الصحية في أي مكان في العالم، وتسهيل التشخيص والعلاج والمتابعة والوقاية من الأمراض والأوبئة.
• تحسين جودة الأمن والسلامة، بتوفير اتصال فعال ومتواصل للقوات العسكرية والأمنية والإنقاذية في أي مكان في العالم، وتسهيل التنسيق والتخطيط والتدخل والمراقبة والاستطلاع والتحذير من المخاطر والتهديدات.
• تحسين جودة البيئة والمناخ، بتوفير اتصال دقيق ومستمر للمحطات والأجهزة البيئية والمناخية في أي مكان في العالم، وتسهيل الرصد والتحليل والتنبؤ والتحذير من الظواهر والكوارث البيئية والمناخية.

ومن بين الشركات التي تقدم خدمات الاتصال الساتلي في العالم، تبرز شركة جوجل، التي تعمل على مشروع طموح لإتاحة الاتصال الساتلي لنظام أندرويد، وهو نظام التشغيل الأكثر انتشاراً في الهواتف الذكية. في الفقرات التالية، سنتعرف على تفاصيل هذا المشروع، وما هي البيانات التي ستتشارك خلال الطوارئ عبر الاتصال الساتلي، وما هي الأهداف والتحديات التي تواجه جوجل في تنفيذه.

خطة جوجل للاتصال الساتلي لنظام أندرويد

خطة جوجل للإتصال الساتلي لنظام الأندرويد هي مشروع يهدف إلى توفير خدمة اتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وذلك بالتعاون مع شركات مثل SpaceX و OneWeb و Telesat و Viasat وغيرها.  هذا المشروع يسمح للمستخدمين بالاتصال بالإنترنت في أي مكان في العالم. حتى في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات خلوية أو واي فاي، ويمكنه أيضاً تقديم مساعدة في حالات الطوارئ عن طريق تبادل البيانات الحيوية مثل الموقع والحالة الصحية والمعلومات الشخصية مع الجهات المعنية. خطة جوجل للاتصال الساتلي لنظام أندرويد تهدف إلى تحسين جودة الاتصال والانترنت لمستخدمي أندرويد، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات والمحتويات الرقمية. وتعزيز الأمن والسلامة والرفاهية للمستخدمين ومن المتوقع أن يتم البداء في اطلاق هذه الخدمة في هذا العام وأن تكون متوافقة مع الهواتف التي تحتوي على رقاقة مودم خاصة تسمح بالاتصال بالأقمار الصناعية.

البيانات التي ستتشارك خلال الطوارئ عبر الاتصال الساتلي

البيانات التي ستتشارك خلال الطوارئ عبر الاتصال الساتلي هي البيانات التي تساعد في تقديم المساعدة والإنقاذ للمستخدمين الذين يواجهون حالات طارئة ولا يمكنهم الوصول إلى الشبكات الأرضية. هذه البيانات قد تشمل:

• الموقع الجغرافي للمستخدم والاتجاه والسرعة والارتفاع
• الحالة الصحية للمستخدم ومستوى الضغط ودرجة الحرارة ونبضات القلب والأكسجين
• المعلومات الشخصية للمستخدم مثل الاسم والعمر والجنس والجنسية واللغة والمعرف الطبي
• نوع الطارئ والخطر والحاجة والمدة والأولوية
• رقم الاتصال أو البريد الإلكتروني أو الرسالة النصية لأقرب الأقارب أو الجهة المسؤولة

هذه البيانات ستتشارك بين الهاتف الذكي والقمر الصناعي عن طريق تقنية SOS التي تمكن المستخدم من الاتصال بالأقمار الصناعية عن طريق الضغط على زر الطاقة خمس مرات متتالية أو عن طريق تنشيط خاصية الاتصال الساتلي من الإعدادات. هذه البيانات ستكون مشفرة ومحمية بمعايير عالية من الأمان والخصوصية، وسيتم إرسالها فقط إلى الجهات المخولة والموثوقة لتقديم المساعدة والإنقاذ .

الأهداف والتحديات التي تواجه جوجل في مشروع الاتصال الساتلي

جوجل تسعى إلى تحقيق عدة أهداف من خلال مشروع الاتصال الساتلي لنظام أندرويد، وهي:

• توفير خدمة اتصال بالإنترنت عالية السرعة والجودة والثبات لمستخدمي أندرويد في أي مكان في العالم، خاصة في المناطق النائية أو الصعبة الوصول.
• تحسين جودة البحث والإعلانات على الإنترنت بالاستفادة من البيانات الضخمة التي تجمعها جوجل من مستخدمي أندرويد عبر الاتصال الساتلي.
• تقديم مساعدة وإنقاذ لمستخدمي أندرويد في حالات الطوارئ عن طريق تبادل البيانات الحيوية مع الجهات المعنية عبر الاتصال الساتلي.
• تعزيز الابتكار والتنوع في مجال الاتصالات اللاسلكية بالتعاون مع شركات الأقمار الصناعية الشريكة.
• تحقيق ميزة تنافسية واستراتيجية على الشركات المنافسة في مجال الاتصالات والإنترنت.

ومن ناحية أخرى، تواجه جوجل عدة تحديات في تنفيذ هذا المشروع، وهي:

• التحقيقات والدعاوى القضائية المتعلقة بالاحتكار والخصوصية والتنافسية التي تهدد سمعة وأعمال جوجل في مجال البحث والإعلانات على الإنترنت.
• الحاجة إلى تطوير وتحديث الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد لتتوافق مع متطلبات الاتصال الساتلي، مثل رقاقة المودم والهوائي والبطارية والبرمجيات.
• الحاجة إلى توفير خدمة اتصال ساتلي مستقرة ومتواصلة في ظل التغيرات الجوية والمناخية والجيوسياسية والتقنية التي قد تؤثر على أداء الأقمار الصناعية والهواتف الذكية.
• الحاجة إلى تطبيق معايير عالية من الأمان والخصوصية على البيانات التي تتشارك خلال الطوارئ عبر الاتصال الساتلي، والتأكد من عدم انتهاك حقوق المستخدمين أو الجهات المعنية.
• الحاجة إلى مواجهة المنافسة الشرسة من شركات أخرى تقدم خدمات اتصال ساتلي مماثلة أو متفوقة، مثل SpaceX وOneWeb وAmazon وغيرها.

خاتمة

في هذه المقالة، تعرفنا على مشروع جوجل لإتاحة الاتصال الساتلي لنظام أندرويد، وما هي البيانات التي ستتشارك خلال الطوارئ عبر هذا النوع من الاتصال، وما هي الأهداف والتحديات التي تواجه جوجل في تنفيذه. تبين لنا أن الاتصال الساتلي هو تقنية متطورة ومفيدة تسمح بالاتصال بالعالم من خلال الهاتف الذكي دون الحاجة إلى شبكة خلوية أو واي فاي، وتوفر مزايا عديدة في مجالات مختلفة مثل الاتصالات والتعليم والصحة والأمن والبيئة. كما تبين لنا أن جوجل تعمل على مشروع طموح لتوفير خدمة اتصال ساتلي لنظام أندرويد، بالتعاون مع شركات الأقمار الصناعية الشريكة، وأن هذا المشروع يهدف إلى تحسين جودة الاتصال والانترنت لمستخدمي أندرويد، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات والمحتويات الرقمية، وتعزيز الأمن والسلامة والرفاهية للمستخدمين، وتحقيق ميزة تنافسية واستراتيجية على الشركات المنافسة. ولكننا أيضاً عرفنا أن هذا المشروع يواجه تحديات كبيرة في مجالات القانون والتقنية والأمان والخصوصية والمنافسة، وأن جوجل تبحث عن حلول مبتكرة للتغلب عليها.

نأمل أن تكون قد استفدت من هذه المقالة، وأن تكون قد اكتسبت معلومات جديدة ومفيدة عن الاتصال الساتلي ومشروع جوجل المتعلق به. إذا كان لديك أي تعليق أو رأي أو تجربة تريد مشاركتها معنا، فلا تتردد في كتابتها في الأسفل. 

الأسئلة شائعة

• ما هو الفرق بين الاتصال الساتلي والاتصال الخلوي؟
  • الاتصال الساتلي هو الاتصال الذي يستخدم الأقمار الصناعية لنقل البيانات بين الأجهزة، بينما الاتصال الخلوي هو الاتصال الذي يستخدم الأبراج والكابلات والألياف البصرية لنقل البيانات بين الأجهزة. الاتصال الساتلي يوفر مزايا في الوصول والاستقلالية والسرعة والجودة والثبات مقارنة بالاتصال الخلوي، لكنه يتطلب تكلفة وتقنية أعلى.
• ما هي أفضل شركات الاتصال الساتلي في العالم؟
  • هناك العديد من الشركات التي تقدم خدمات الاتصال الساتلي في العالم، ولكن بعض الشركات المعروفة والموثوقة هي: SpaceX وOneWeb وTelesat وViasat وIridium وInmarsat وGlobalstar وغيرها. هذه الشركات تمتلك وتدير أساطيل من الأقمار الصناعية التي تغطي مختلف المناطق والترددات والخدمات.
• ما هي التكلفة المتوقعة لخدمة الاتصال الساتلي من جوجل؟
  • جوجل لم تعلن بعد عن التكلفة المتوقعة لخدمة الاتصال الساتلي التي تعمل على تطويرها لنظام أندرويد، لكن يمكن تقديرها بالمقارنة مع التكلفة الحالية لخدمات الاتصال الساتلي من شركات أخرى. على سبيل المثال، خدمة Starlink من SpaceX تتطلب دفع 499 دولاراً لشراء الطبق والمودم والهوائي، و99 دولاراً شهرياً للاشتراك في الخدمة، وهي توفر سرعة انترنت تصل إلى 150 ميجابت في الثانية. خدمة Iridium Certus من Iridium تتطلب دفع 1500 دولاراً لشراء الجهاز، و149 دولاراً شهرياً للاشتراك في الخدمة، وهي توفر سرعة انترنت تصل إلى 704 كيلوبت في الثانية. يمكن أن تكون تكلفة خدمة جوجل مماثلة أو أقل أو أكثر من هذه التكاليف، حسب العوامل المختلفة مثل الشركاء والميزات والمواصفات والسياسات.

• ما هي الدول التي ستتوفر فيها خدمة الاتصال الساتلي من جوجل؟
  • جوجل لم تعلن بعد عن الدول التي ستتوفر فيها خدمة الاتصال الساتلي التي تعمل على تطويرها لنظام أندرويد، لكن يمكن توقعها بالاستناد إلى الدول التي تغطيها الأقمار الصناعية التي تتعاون معها جوجل في هذا المشروع. على سبيل المثال، شركة SpaceX تخطط لإطلاق 12000 قمر صناعي لتغطية كل مناطق العالم، وشركة OneWeb تخطط لإطلاق 648 قمر صناعي لتغطية المناطق الشمالية والاستوائية، وشركة Telesat تخطط لإطلاق 298 قمر صناعي لتغطية المناطق العالية العرض، وشركة Viasat تخطط لإطلاق 300 قمر صناعي لتغطية المناطق المنخفضة العرض. يمكن أن تكون خدمة جوجل متاحة في هذه الدول أو في دول أخرى، حسب الاتفاقات والتراخيص والقوانين المحلية.

• ما هي المزايا والعيوب لاستخدام الاتصال الساتلي؟
  • المزايا لاستخدام الاتصال الساتلي هي:
    • الوصول إلى الانترنت في أي مكان في العالم، حتى في المناطق النائية أو الصعبة الوصول
    • الاستقلالية عن البنية التحتية الأرضية، التي قد تتعرض للتلف أو الاختراق أو الازدحام أو الانقطاع
    • السرعة والجودة والثبات في نقل البيانات، بفضل استخدام ترددات عالية وأقمار صناعية متطورة
    • المساعدة والإنقاذ في حالات الطوارئ، بتبادل البيانات الحيوية مع الجهات المعنية
  • العيوب لاستخدام الاتصال الساتلي هي:
    • التكلفة العالية لشراء واستخدام الأجهزة والخدمات المتعلقة بالاتصال الساتلي
    • الحاجة إلى توافق وتحديث الهواتف الذكية والبرمجيات للاتصال بالأقمار الصناعية
    • التأثر بالعوامل الجوية والمناخية والجيوسياسية والتقنية التي قد تؤثر على أداء الأقمار الصناعية.

تعديل المقال